تأتي ذكرى ثورة 30 يونيو هذا العام لتؤكد على قوة الشعب المصري وإرادته وارتباطه بالهوية المصرية وتراب أرض مصر، وقد قام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بإلقاء كلمة بمناسبة الذكرى الحادية عشرة لثورة الثلاثين من يونيو:
الثورة الوطنية: الذكرى الحادية عشرة
شعب مصر العظيم، تحتفل مصر اليوم بالذكرى الحادية عشرة لثورة الثلاثين من يونيو المجيدة التي نطقت بالقول الفصل بين الوطنية المصرية الخالدة وبين محاولات هدمها أو خطفها لصالح قوى غير وطنية. في هذا اليوم قال المصريون كلمتهم فحفظوا بها وطنهم واستردوا مقدرات دولتهم، منهين فترة عصيبة من الفوضى والدمار، وساروا بعدها على طريق الخير والنماء والتقدم رغم كل الصعاب والتحديات. أعادوا اكتشاف قوة وصلابة الإنسان المصري وعبروا بجلاء تام عن حقيقة معدنه الأصيل حيث معاني الشرف والفخر والمجد والبطولة.
الاستقرار بعد الفوضى
منذ عام 2013 وحتى الآن، انتقلنا من حال إلى حال، ساد الاستقرار بلادنا بعد فترة من الفوضى، وعرف الأمان طريقه إلى قلوبنا بعد سنوات من الخوف والقلق على مصير البلاد. استقرت مؤسسات الدولة بعد أن كادت تعصف بها الرياح.
القضاء على الإرهاب وبناء التنمية
خلال تلك السنوات، قضينا على الإرهاب رغم صعوبة الأمر وجسامة التضحيات. بنينا أساسًا تنمويًا بجهود هائلة من سواعد أبناء مصر الأشداء. لم نترك قطاعًا إلا واقتحمنا مشكلاته المعقدة وأزماته المتراكمة. لم نهب المسئولية ولم نتجنبها، مدركين قدر وإمكانات شعبنا العظيم.
دولة قوية ومستقرة
واليوم نقف على أرض صلبة، دولة مؤسساتها راسخة، يعم فيها الأمن والاستقرار في محيط إقليمي مضطرب. تمتلك بنية تحتية متطورة في جميع القطاعات، وتعمل بكل طاقاتها ليل نهار لبناء المصانع وتحديثها، واستصلاح الصحراء بملايين الفدادين، وتحسين الصحة والتعليم بما يليق بقدر الإنسان المصري، وتشييد المدن والطرق، وشبكات الطاقة، والمياه والري، وإنشاء وتطوير شبكة استراتيجية من الموانئ، والربط بين جميع أنحاء الدولة بخطوط مواصلات متنوعة وسريعة وحديثة.
موقف مصر النبيل
شعب مصر الأبي، لا يخفى عليكم ما تمر به المنطقة من تغيرات خطيرة خلال الفترة الأخيرة. ما بين الحرب الإسرائيلية الغاشمة في قطاع غزة التي غاب فيها ضمير الإنسانية وصمت عنها المجتمع الدولي، وما بين محاولات خبيثة لفرض التهجير القسري نحو أراضي مصر. كان موقف مصر نبيلًا وشريفًا ووطنيًا، لم تصمت عن إغاثة الأشقاء الفلسطينيين بكل ما أوتيت من قوة وعزم. كذلك، صمدت بعزة وكرامة أمام مساعي التهجير، وأسمعت صوتها واضحًا جليًا حماية لأمنها القومي ومنعًا لتصفية الحق الفلسطيني.
طريق التنمية والنهضة
شعب مصر الكريم، إن مصر – رغم التحديات – تمضي على طريق التنمية والنهضة، وبإذن الله العلي القدير لا رجعة عن هذا المسار وعن تحقيق الحلم المصري في التقدم والحياة الكريمة لجميع المواطنين. أتوجه بالحديث إلى كل المصريين، إلى كل رجل مصري وسيدة مصرية يتحملون مشاق الحياة وارتفاع الأسعار خلال الفترة الأخيرة، من أجل توفير الحياة الطيبة لأبنائهم. أتوجه بالحديث إلى المكافحين الشرفاء من أبناء شعب مصر العظيم على اتساع الوطن. أقول لهم: “إنني أعلم بشكل كامل حجم المعاناة، وأؤكد لكم أن شغلي الشاغل والأولوية القصوى للحكومة الجديدة هو تخفيف تلك المعاناة وإيجاد مزيد من فرص العمل وبناء مستقبل أفضل لجميع أبناء مصر الكرام”.
تحية إجلال للشهداء
في الختام، أتقدم بتحية إجلال واحترام لجميع شهداء الوطن، أبناؤنا الذين قدموا حياتهم ثمنًا لبقاء الوطن وحمايته. نشد على أيادي أسرهم، ونقول لهم: “إن شعب مصر أصيل لا ينسى من ضحوا لأجله، وسنعمل جميعًا على بناء وطن قوي كريم يليق بحجم التضحية التي ستظل تاجًا فوق رؤوسنا ينير لنا الطريق نحو المستقبل الذي نتطلع إليه”.
أشكركم، ودائماً وأبداً وبالله العظيم: تحيا مصر، تحيا مصر، تحيا مصر.